درس كورونا والانطلاقة الصحيحة
لازالت التداعيات السلبية لفيروس كورونا تلوح بظلالها على قطاع السياحة بشكل عام. فأشد المتشائمين لم يكن يتوقع هذا السيناريو الفجائي. فالتعنت و حب التباهي أسقطت بعض مقاولات النقل السياحي بالمغرب في مستنقع يصعب تخطيه بسهولة. في حين تضاعفت شهية البعض الآخر للاغتناء السريع غير منتظرين لأحداث مستجدة اقليميا أو عالمياً قد تعصف بنا جميعا. فظلت العشوائية عنوانا لاشتغالهم واستطاعت وفي زمن قياسي تحقيق ثروة لابأس بها لتزكي الثقة بالنفس و اعتقاد أن الذكاء والشطارة كانتا سببا مباشرا لذالك. ومع ظهور وباء كورونا اتضح وبشكل جلي أن أغلب شركات النقل السياحي بالمغرب تعاني الهشاشة تسيريا وماديا كذالك. و مخنوقة ضريبيا و تنافسيا و اجتمعت كل المؤشرات لتنتج شركات ذات آفاق مسدودة مقبلة على مستقبل مظلم.
نلتمس الآمال مع كل محطة ترقيع لتحكم الأقدار بفضح كورونا لواقعنا المزري. لقد أصبح لازاما في طي مرحلة ما قبل كورونا و تجاوز كل سلبياتها و التشبت بالمطالب المعروفة التي تظمن للكل ظروف مواتية للاشتغال. والتأسيس لمرحلة ما بعد كورونا الواجب انطلاقتها بالطريقة السليمة فلم يعد للعشوائية مكان في دروب المدينة القديمة بمراكش و بالشريط الساحلي لاكادير و أبواب المدينة القديمة للصويرة. و محاربة الإرشاد السياحي الغير منظم بدروب فاس و شفشاون و كل المدن المغربية. يجب القطع مع كل أشكال الفوضى و التصدي للتهرب الضريبي و معاقبة السائقين المهنيين المساهمين في تمييع المهنة و النازلين عن حقوقهم المكفولة بقوة القانون و كرسوا منطق الفوضى و ساهموا في معاناة المقاولات المواطنة. يجب التفكير من الآن في وضع خطط عمل تكفل للجميع حقوقه و تساهم في الرقي بمقاولات النقل السياحي بالمغرب. و توفير ظروف ملائمة للعمل و حماية المستثمرين في القطاع.