عامة

النضال النقابي و الجمعوي بين الحربائية و المصداقية


يعيش قطاع النقل السياحي بالمغرب فترة عصيبة يطغى الغليان على معظم فقراته اليومية. فبعد بروز مجموعة من المهنيين الجدد الذين يسعون لوضع حد للممارسات لماقبل كرونا التي شابتها العشوائية و الانتهازية وكلهم آمال لوضع خريطة طريق جديدة ينال الجميع حقوقه المكفولة ويسترد المغرر به حقه ويمارس مهنته بكل كرامة. و توضع المواثيق كمرجعية لبناء عهد جديد بمقاربة تشاركية بين رب العمل و السائق المهني. والمهني الغير محصن بالقانون و العرف. ظهر تيار معاكس متربص بالقطاع و كشر عن انيابه متهما دعاة التصحيح بالتشويش بعد المساس بمصالحهم الشخصية. فبالنظر لحساسية المرحلة تنازل الغيور عن قناعته مرحليا قصد ترك المهنيين متحدين ومتجمعين لمواجهة جشع البنوك و مؤسسات القروض. ومحاولة استعادة الثقة المفقودة في آليات اشتغال الهيئات الممثلة للقطاع. فبعد الاستكانة و زرع الروح الايجابية في نفوس المهنيين. جيشت هذه المجموعة جيشا عرمرما من المرتزقة و عديمي الضمير لضرب نزاهة أشخاص يشهد التاريخ بعصاميتهم و تواجدهم في الساحة دليل قاطع بسلامة المسلك المتبع. وبلغت الوقاحة درجة لا توصف من خلال التجسس و محاولة كبح فرامل الفيدرالية الوطنية للنقل السياحي المتحررة من أي توجه سياسي و لا تضع الكراسي بغرف التجارة والصناعة خلال الاستحقاقات المهنية نصب اعينها. ولو كان الأمر كذالك لتواجدنا داخل اسوارها و استطاعت تبرئة ذمتها و تأكيد تجردها من أي أنتماء سياسي وذالك بغيابها المتكرر والدائم عن بهرجة فاتح ماي..
أعتقد أننا على مشارف مرحلة جد صعبة لا تستحمل الكثير من التشتت و الانتهازية . مرحلة تاريخية تستوجب أن يتحمل الكل مسؤوليته كاملة و ترك كل الخلافات السابقة التي أبانت الكل عن حقيقته. فالترحال بين الهيئات النقابية والجمعوية قرار شخصي بالرغم أنه ينم عن قصر النظر و هشاشة القناعة فالتريث يبقى واجبا وضروري قبل كل خطوة لاعتناق أي فكر أو توجه كيفما كان نوعه. سيشهد التاريخ أن تشتت مهني قطاع النقل السياحي بالمغرب يتحمل مسؤوليته أناس مجردين من كل المبادئ الاخلاقية. جاهلين بابجديات الصراع الفكري بين الخصوم السياسيين والنقابين. فالمهزوم لا يجيد إلا الصراع الأفقي المبني على كراهية الزميل الناجح عوض تركيز النظر عن الهدف. فخلال تتبعنا لمسار جمعيات مهنية نكاد نجزم أن الارتماء في أحضان حزب سياسي مسألة وقت فقط. و هنالك ستتحقق المعادلة المعروفة لذا الساسة والقائمة في الانطلاق برأ سمال مهني لتحقيق رأسمال سياسي فلا غرابة إن استنجد بحمامة زرقاء يتربص الحربائيون بنيل ودها بعد ترقب النخبة السياسية اكتساحها لصناديق الاقتراع لعام 2021.
أصبح من الضروري التريث للقيام بنقذ ذاتي و التفرغ لتقويم التفكير و المصالحة مع الذات والمحيط. ولو استعصى الأمر وجب استحضار أننا إخوة وزملاء نتقاسم المعاناة و نتشارك المصير. فعلماء السيكولوجيا يتفقون على قبح نزوة الزعامة والسلطوية وتقديس حب الأنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى